النفط وباء وبلآء على الشعوب...
هل هـو نعمة أم نقمة!!؟؟
مصالح الدول الكبرئ تدفع ثمنها الشعوب المسكينه من ارواح وممتلكات : وصراعات هذه الدول علئ النفوذ تدمر الدول التي فيها النفط ( بحجه الحلفاء) و ( الامن القومي لبلدانهم) وهنا نريد ان نشير الئ بعض الصفقات هل هم اعداء ام اصدقاء ام تجمعهم المصالح والصفقات ومن الذي يدفع الثمن؟؟؟
رددت تركيا تصريحاتها عن عملية ضد ( قوات قسد) خلال السنوات السابقة، لكن لم تترجم هذه التصريحات الى عملية عسكرية الا بعد تمدد (قوات قسد ) غرب الفرات باتجاه منبج، في محاولة منها الوصول الى عفرين، فأطلقت تركيا في ذلك الوقت عملية ( درع الفرات) الذي اصطدم لاحقا باللاعبين الروسي والامريكي الذين اجبرا تركيا على الاكتفاء بالمناطق التي سيطرت عليها انذاك من ( تنظيم الدولة)حيث نشرت أمريكا قواتها شمال منبج لمنع الاتراك من التمدد باتجاه المدينة، وأوعزت روسيا للاسد بالتقدم الى تادف وشرقها لمنع تمدد تركيا جنوبا، كما وضعت روسيا قواتها في مناطق شرق عفرين لمنع اكمال العمل العسكري التركي على تلك المناطق.
منذ ذلك الوقت والتصريحات التركية تتواتر عن وجود عمل عسكري، وازدادت وتيرة هذه التصريحات بعد وصول مشاورات بين قسد وروسيا الى طريق مسدود فيما يخص شرق دير الزور، مما قد يعني ان روسيا قبلت بعقد اتفاق مع تركيا تسمح بموجبه بقيام عمل عسكري تركي على( قسد) وقد يكون هذا الاتفاق قد تأطر في الاستانة بين الروس والاتراك والايرانيين،اتفاق شرق السكة مقابل عفرين.
وفي نفس الوقت، نشهد توترا في العلاقات الامريكية التركية بسبب اصرار امريكا على دعم قوات قسد، وازدادت العلاقات سوءا مع ارسال امريكا تعزيزات عسكرية لقسد ثم اعلان امريكا عن تشكيل حرس حدود تحت قيادة قسد من 30 الف مقاتل، تقتصر مهمته على حراسة حدود سايكس-بيكو مع الحدود الامريكية المرسومة حديثا في حوض الفرات. فهمت تركيا وروسيا من الاعلان الامريكي ان امريكا قررت انشاء اقليم روجافا شمال سوريا، ولم تنفع تصريحات تيلرسون في طمأنة تركيا، ثم جاء بيان أمريكي آخر ان عفرين خارج نطاق عمليات التحالف في رد منهم على نداءات الاستغاثة التي تطلقها قيادات قسد لامريكا، وفي رسالة امريكية للروس بأن تهديدكم لقسد بتركيا سيقتصر على عفرين فقط، ومهما فعلتم فلن نسمح للاسد بالسيطرة على مناطق قسد شرق الفرات يعلم الروس والامريكان جيدا ان عفرين غير مهمة، وان مناطق شرق سوريا هي من تحدد مستقبل المنطقة، فكانت مطالب الروس من قسد اعادة مناطق النفط او اجزاء كبيرة منها الى نضام الاسد، وهو ما لاتستطيع قسد فعله حتى لو أرادت ذلك لان القرار هناك للتحالف وبيد امريكا حصرا ، فأصبحت قسد ضحية الصراع الامريكي-الروسي. عرضت قسد على روسيا تسليم احيائها في حلب وفي منطقة عفرين لقوات الاسد، الا ان روسيا تريد شرق الفرات، وقد يدل التصعيد التركي على وجود ضوء أخضر روسي لتركيا لدخول عفرين، ويبدو أن زيارة رئيس الاركان التركي لروسيا هو للحصول على شيء مكتوب، وللحصول على اذن لطلعات سلاح الجو التركي فوق عفرين وهو ماحصلت عليه فعلا وهو ايصا ما اشارت اليه دمشق بعد ساعات بأنه حركة عدوانية سيتم التصدي لها من خلال منظومات الدفاع الجوي. من المحتمل ان روسيا أطلعت الاسد على فحوى الزيارة التركية وطلبت من دمشق اعلان التصدي للطيران التركي، لدفع تركيا للتنسيق المباشر مع قوات الاسد، والا فقد تواجه خطر تزويد قوات الاسد لقسد بصواريخ م.ط . نرجح ان روسيا تخطط لدفع تركيا لبدء صراع مع قسد كخطوة اولى مدعومة لاحقا من قبل قوات الاسد وحتى ايران على كافة مناطق قسد، خاصة ان أخطأت قسد وقامت بشن هجمات على تركيا من المناطق الخاضعة للتحالف وهو ماقامت به قسد فعلا دون درايه فقد قامت بالقصف ، لتصبح العملية العسكرية التركية في عفرين، عملية عسكرية شاملة على قسد من تركيا ولاحقا الاسد وايران. وهذا سيخدم روسيا بوضع تركيا وايران في مواجهة مباشرة مع امريكا، ولتحريك الاتراك باتجاه التنسيق المباشر مع الاسد.
وهنا تتقاطع مصالح روسيا مع امريكا، فمصلحتهما بمنع أو عرقلة العملية العسكرية التركية،تختلفان في من يسيطر على الارض الاسد ام قسد، ومازالت روسيا تأمل بتغيير قسد لقرارها وترك صديقها الامريكي لصالح الروسي، بدون حرب، لكن لانتوقع حصول ذلك لأن قسد قد استثمرت في العلاقة الامريكية وتعلم ان هذه العلاقة هي سبيل قيام دولتها المزعومة على عكس العلاقة مع روسيا والتي ستفضي الى سيطرة الاسد على مناطقها.
وبعد التصريحات التركية اصبح من الصعب على الاتراك وقف العملية، خاصة مع تصريح اوغلو بأن روسيا مع العملية التركية وان تركيا تحتاج للتنسيق مع روسيا لمنع استهداف المراقبين الاتراك والروس على الارض واصبحت التصريحات معلنة ومصرح بها عن وجود اتفاق روسي-ايراني-تركي حول عملية عفرين. والعملية تمت بضوء اخضر روسي وايراني، وما استنكار ايران او نضام الاسد الا من باب منع قطع الشعرة بينهما وبين قسد قبل عملية غصن الزيتون حصلت عدة امور تسترعي الانتباه منها:
1. تصريح تركيا ان الروس سحبوا مراقبيهم لتنفي روسيا ذلك وتقول انها لم تسحبهم ولنعلم لاحقا انهم موجودون في تل عجار ويقومون بتوثيق القصف التركي، قد يكون ذلك بهدف استخدام التوثيق لاحقا ضد تركيا.
2. تصريح تركيا انها اخبرت نضام الاسد وهو مانفته قوات الاسد ، وهي مناورة اعلامية من قوات الاسد تستهدف قسد حتى لايقطع حبل المودة، كما تستهدف الموالين للاسد لتقول لهم انها لاتقبل بانتهاك السيادة من قبل تركيا
3.تصريح امريكا بأن العملية يجب ان تكون محدودة النطاق (عفرين؟) والمدة (شهر؟) وقد يفهم ان امريكا لن تقبل بتوسع العملية خارج عفرين او استمرارها لمدة طويلة
بالعودة لعملية غصن الزيتون، فلقد حاولت روسيا تأخير العملية للحصول على صفقة من قسد بتسليم الرقة ودير الزور والحسكة والقامشلي لنضام الأسد، حيث النفط، النفط، النفط كما اشرنا في بداية الحديث الذي يحتاجه الاسد للاقتصاد واعادة الاعمار وبدونه لايمكن تثبيت الاقتصاد السوري. فأمريكا هي من تخطط لقسد للسيطرة على مناطق النفط لعلمها ان من يسيطر على النفط يسيطر على اقتصاد سوريا ومن يسيطر على اقتصاد سوريا، بيده القرار الخاص ببقاء سوريا موحدة او مقسمة، فإن فصل المنطقة الشرقية عن سوريا يعني ان باقي سوريا سيصبح تابعا لمن لديه المال لامحالة. بكل الاحوال، لا تستطيع قسد التخلي عن مناطق النفط بدون موافقة امريكية وقد صرحت امريكا بأنها تنوي البقاء لمدة غير محددة في سوريا، اي ان امريكا لن تخرج ولن تسمح لقوات الاسد بدخول مناطقها "مناطق قسد" وبالتالي حتى لو ارادت قسد السماح لقوات الاسد بالدخول لتلك المناطق فالقرار في النهاية امريكي. وهكذا اصبحت قسد سياسيا بين فكي كماشة روسي-امريكي، ولتضغط روسيا على قسد اعطت الضوء الاخضر لتركيا للدخول لمنطقة عفرين،
لتضع قسد امام احد الخيارات التالية :
1. تسليم منطقة عفرين بالكامل لنظام الاسد وقتها "قد" تطلب روسيا من تركيا وقف العملية العسكرية او قد لاتقبل (مرجح) وتطالب بمناطق اخرى خاصة مناطق النفط
2. تسليم جميع مناطقها لنظام الاسد، وهذا قد يتسبب في افضل الحالات بسحب امريكا دعمها لقسد وانتهاء حلم روجافا وخروج قسد من المعادلة وسيطرة الاسد على مناطق قسد.
3. مراهنة قسد على امريكا، وبالتالي مواجهة العملية العسكرية التركية والتي قد تمتد لاحقا لمنبج والرقة ودير الزور والقامشلي والحسكة، ومن المرجح ان ينتج عنها تعاون عسكري تركي-ايراني-اسدي لمحاربة قسد، وقد تكون روسيا تخطط فعلا لدفع تركيا وايران لمواجهة امريكا، فإن لم ينتج عن ذلك مواجهة فقد ينتج عنه تقارب تركي مع الاسد. الجدير بالذكر هنا ان ايران قد تتريث قبل الدخول في مثل هذا الصراع خاصة مع مشاكلها الاقتصادية وملفاتها العالقة.
هل ستنجح عملية غصن الزيتون؟؟
للعملية جانبان:جانب سياسي وجانب عسكري بالنسبة للجانب السياسي،ستلعب قسد على وتر الضحايا المدنيين لتحريك الراي العالمي ضد تركيا، فمازلنا نتذكر كيف حركت قسد العالم من اجل عين العرب "كوباني". وقد تمتطي هذه الحجة عدد من دول الغرب خاصة تلك التي لاتعجبها سياسات تركيا لايقاف العملية لمنع قسد من الاستسلام لشروط روسيا، كما ان قصف قسد للمدن التركية يأتي كمحاولة منها تحريك الشارع التركي ضد العملية. ان نجاح المعركة السياسية يتناسب طردا مع قصر مدة العملية العسكرية ومع كسب الحاضنة في مناطق عفرين، حيث يتوجب بذل جهد استثنائي لفصل الناس عن قسد
اما بالنسبة للجانب العسكري، فمنطقة عفرين كانت ثاني اكبر معاقل حزب العمال الكردستاني بعد جبال قنديل حتى قبل الثورة السورية، وساند الحزب في هذه المنطقة قوات الاسد في عامي 2011 و 2012 ، فعند اقتحام الثوار لحاجز تل سلور قرب دير بلوط مثلا، حارب PKK جنبا الى جنب مع قوات الاسد وكان لديه اعدادا كبيرة من المقاتلين في هذه المنطقة من سوريا. وعفرين تتضمن منطقتين صعبتين وبسقوطهما تنتهي العملية بعفرين، اولاهما مدينة عفرين والثانية سلسلة الجبال قرب راجو، وافضل سبيل لاسقاطهما هو فتح اكبر عدد من المحاور لتشتيت القوات المدافعة والتي لن تستطيع توزيع 7000 مقاتل على كافة المحاور. كما يلعب عامل الوقت دورا مهما جدا للجانب العسكري للعملية ..
يتبـــع...
موضوع: النفـط وبـاء وبلاء علـى الشعـوب(الجزء الاول)... 
