خلافات بينية داخل الكتل السياسية
لكل كتلة فائزة في الانتخابات وجهة نظر مختلفة عن الأخرى، يقول الدكتور “علي الساعدي” في حديث له -وهو ناشط سياسي في التيار الصدري وكتلة “سائرون”-: “إن التيار الصدري وكتلة سائرون منفتحون على الجميع، ويسعى في تشكيل حكومة أبوية كما وصفها السيدمقتدى الصدر، وإننا في سائرون ليس لدينا تحفظ على أحد سوى الذين تلوثت أيديهم بالمال الحرام والفساد، ونسعى لتشكيل حكومة عابرة للطائفية والقومية، لننتقل بالبلاد من هذا الوضع الذي يعشعش فيه الفساد إلى حكومة أبوية يستظل العراقيون في حمايتها ورعايتها” بحسب “الساعدي”.
وهنا علينا ان نعرف “الكتل السياسية الشيعية التي فازت، لم تعد متحالفة ومتجانسة كما في السابق”
حتى وأن تمت مشاورات أولية وبدأت بالفعل بين كتلة سائرون وتيار الحكمة بزعامة “الحكيم”، وائتلاف الوطنية بزعامة “إياد علاوي”، وتحالف النصر بزعامة “العبادي”، وتحالف الفتح بزعامة “هادي العامري”، لكن -وبحسب المعطيات فما زال الوقت مبكرا للحديث عن تحديد أسماء الكتل التي ستشكل الحكومة المقبلة، خاصة أن المفاوضات بين الكتل السياسية تستغرق وقتا كبيرا، إضافة إلى أن المحكمة الاتحادية لم تصدق على نتائج الانتخابات حتى الآن.
أما كتلة النصر بزعامة “حيدر العبادي” من جانبها ترى أن أقرب تحالف ممكن بين الكتل سيكون بين النصر وسائرون والحكمة والوطنية وبعض الأطراف الكردية، ولو رجعنا لقول وتصريح لصحفي “أحمد الموسوي” الذي يعمل ضمن الهيئة الإعلامية لكتلة النصر يقول: إن أقرب تحالف يمكن أن يكون بين كتل أربعة رئيسة، هي: “سائرون والنصر والحكمة والوطنية”، وبعض الكتل الصغيرة الأخرى.
ويضيف “الموسوي” أن جميع الكتل السياسية الآن تنتظر مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية للبدء في مفاوضات جدية لتشكيل الحكومة المقبلة.
اذن نقول هنا توجد خلافات كبيرة بين الكتل السياسية منها ما هو ظاهر للعلن ومنها ما يزال طي الكتمان، إذ يرى محللون وخبراء في الشأن العراقي أنالكتل الشيعية تشهد خلافا عميقا غير مسبوق فيما بينها، خاصة بين كتلة مقتدى الصدر من جهة، وكتلة المالكي من جهة أخرى، وعلبنا ان نستذكر قول الدكتور “محمد عزيز” -أستاذ العلوم السياسة والعلاقات العامة في جامعة النهرين-: إن الكتل السياسية الشيعية التي فازت بمقاعد نيابية يفوق عددها 190 مقعدا، لم تعد متحالفة ومتجانسة كما كان عليه الحال في السنوات الماضية.
ويرى “عزيز” في حديثه أن هذه الكتل لو كانت متحدة، أو تملك أقل قدر من الانسجام
فيما بينها لعادت لما كان يعرف سابقا بـ”البيت الشيعي”، والمتمثل بـ”التحالف الوطني”، الذي كان المظلة التي تحالفت معها مختلف القوى السياسية في تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان في الدورتين الانتخابيتين السابقتين، ويضيف، أن هذا الخلاف بين هذه الكتل اتضح جليا في الزيارات المكوكية التي يقوم بها المسؤولون الإيرانيون إلى بغداد والنجف، في محاولة منهم لإعادة إحياء هذا التحالف، بحسب قوله