هل تسعى الولايات المتحدة إلى طرد النفوذ والدور الإيراني من العراق؟
تتعدد الملفات الجاريه مع ايران، وإذ بات مفهوما مواقف الشعوب العربية والسنة بشكل خاص، من الاعتداءات الإيرانية الجارية عبر ميليشياتها في الدول العربية، من العراق إلى سوريا إلى اليمن فالجديد الآن هو الحديث عن موقف أمريكي “معاد لإيران” بسبب هذه الصراعات.
فوفقا للتصريحات والأنباء، جرى تغيير في الموقف الأمريكي من إيران عبر بوابة إلغاء الاتفاق حول الملف النووي، ووصل الحال من بعد أن وضع وزير الخارجية الأمريكي – الجديد – (12) شرطا على إيران، ملخصها أن يتوقف كل سعي إيران لامتلاك التقنيات النووية إلى حد الانتاج العسكري، وأن تتوقف إيران عن تطوير برنامجها الصاروخي أو تهديدها الصاروخي وأن تغير – إيران – سلوكها “الخبيث” والعدواني تجاه داخل الدول العربية كما يقول وزير الخارجية الامريكي
“هل تسعى الولايات المتحدة إلى طرد النفوذ والدور الإيراني من العراق؟، ذلك أمر يحتاج إلى خطة فرز بين الطائفيين المرتبطين بإيران والآخرين المرتبطين بالولاء لأمريكا؟”
وإذ جرت أقوال أمريكية سابقة حول نفس حالة الخلاف أو الصراع مع إيران، فما لفت النظر هذه المرة هو وضع وزير الخارجية الأمريكي شروطا ذكر العراق فيها ضمن الدول التي تمارس فيها إيران سلوكها الخبيث، وإن جرى من بعد وضع بعض الميليشيات الإيرانية العاملة ضد شعب العراق على قوائم الإرهاب. حسب قوله
هنا بات مطروحا على الأذهان محاولة إعادة تعيين موقع العراق في الصراع الأمريكي مع إيران، إذ جاءت تلك الأقوال أو التصريحات أو القرارات الأمريكية بشأن الميليشيات الإيرانية في العراق، متناقضة مع طبيعة المعروف والواقع الفعلي في العلاقات الأمريكية الإيرانية في العراق وبشأنه، إذ تلك الميليشيات – هي بعينها -من كانت تعمل حتى أيام قليلة مضت تحت حماية الطيران الأمريكي ضد تنظيم الدولة أو لنقل العملية المخططة المشتركة لهدم كيانية المجتمعات السنية، كما العراق كان هو الشاهد على أعلى درجات التوافق والتحالف والتنسيق بين الولايات المتحدة وإيران منذ تشارك البلدين في خطة احتلال العراق ومن بعد في تشكيل سلطة الاحتلال في مراحلها المتتالية…
وأول ما يجب فعله في محاولة فهم موقع العراق في الصراع وما الذي تغير أو ربما سيتغير، هو طرح أربعة أسئلة محورية.
أولها: هل تغيرت استراتيجية أمريكا وخطتها المعتمدة كليا على الدور الإيراني في إقامة حالة طائفية سياسية وجغرافية تطغى على العراق وتدخله في دوامة الصراع والاقتتال الأهلي حتى التقسيم؟.
هذا التغيير هو ما يجب الإفصاح عنه إذ مجرد اطلاق تصريحات هنا وهناك بشأن إيران لا يفيد بحدوث تغيير في العراق، فإن كان هناك تغيير في الرؤية والخطة الأمريكية، فعلى الولايات المتحدة أن تعلن عن شكل الحكم الذي ستسعى إليه وأن تحدد ، والمعنى هنا أن اطلاق الولايات المتحدة تصريحات مختلفة بشأن الميليشيات الإيرانية في العراق لا يفهم جوهره وتأثيراته إلا بالعودة للخطة الأمريكية في العراق: هل تغيرت الاستراتيجية الأمريكية في العراق، ليس الأمر بالموقف من إيران، بل بالموقف من العراق.
وثانيها: وهل ستدخل الولايات المتحدة في حالة صراع عسكري ضد الميليشيات لإيرانية؟، فإن كانت الإجابة بنعم، فكيف سيحدث هذا التحول وهل ستحشد الولايات المتحدة قواتها في العراق مره اخرى لمقاتلة الميليشيات الإيرانية أم أنها ستشكل هي الأخرى ميليشيات جديده تساندها على غرار الصحوات ومن سوف يلعب الدور هذه المرة لقتال الميلشيات الإيرانية فهم يعدون لها منذ اواخر معركة الموصل والرقه ويشكلون تشكيلات بمسميات عده ويدربون العناصر في معسكراتهم في كثير من الدول والقيادات باتت شبه معروفه وهم الان في طور التهيئه صحوات جديده ولاكن هذه المره ليس صحوات من طائفه واحدة وان كانت الاغلبية من طائفه معينه لكي يكون لها دور مهم في هذه المرحلة وسوف يبقى دورهم طويل الامد لحين غربله كثير من القوات حسب مشروعهم والهدف منها حسب توجيههم وستراتيجيتهم هيه القضاء على النفوذ الايراني والحد من توسعاتهم وارجاع العراق الى محيطه العربي بالتعاون مع بعض الدول العربية حيث بدا واضحا النفوذ ؟، هذا سؤال كاشف.
“واقع الحال أن العراق هو الكاشف لحدود وطبيعة المصالح والتناقضات بين إيران والولايات المتحدة”
وثالثها: هل تسعى الولايات المتحدة إلى طردالنفوذ والدور الإيراني من العراق؟، ذلك أمر يحتاج إلى خطة فرز بين الطائفيين المرتبطين بإيران والآخرين المرتبطين بالولاء لأمريكا؟، ويتطلب تحديد القوى السياسية القادرة على لعب هذا الدور وخططا واستراتيجيات؟، ثم كيف ستدير الولايات المتحدة العراق في تلك الحالة بالرغم من تحضيراتها للصحوات ؟.
ورابعها: ومن الأصل، لماذا تدخل الولايات المتحدة في صراع مع إيران في العراق؟ أليس كل ما تريد فعله هو ما يجري؟، وما المصلحة التي ستجنيها الولايات المتحدة مقارنة باحتمالات تغيير موازين القوى ال الأمريكي منفردا في العراق ؟، كما يجب التساؤل: وهل شكلت أمريكا فعليا شبكة مصالح لدول إقليميه
أخرى في العراق لتحل محل إيران؟، وكيف نفهم سعي الولايات المتحدة لإخراج النفوذ الإيراني فيما كل نفوذ إيران يصب في مصلحة الأمريكان
واقع الحال أن العراق هو الكاشف لحدود وطبيعة المصالح والتناقضات بين إيران والولايات المتحدة، وواقع الحال أن كلا من الولايات المتحدة متحالفان ومتصارعان على المغانم في العراق منذ بدايته وحتى الآن، وأغلب التقدير أن ما قيل أمريكيا هو محاولة لتقليل نفوذ إيران في العراق، بعدما تخطى نفوذها وتأثيرها ما تصورته أو سعت إليه أو اتفقت عليه الولايات المتحدة، وفى كل الأحوال، يجب أن تبقى أعين أهل العراق وقواه الوطنية على رفضها للاحتلال “كليا” اي احتلال كان :وعدم الوقوع في لعبة الصراع بين طرفين محتلين يسعى كل منهما لزيادة نصيبه في نهب العراق.
موضوع: هل تسعى الولايات المتحدة إلى طرد النفوذ والدور الإيراني من العراق؟... 
